الابتزاز العاطفي الصراع الخفي للانسان
المشكلة: التلاعب بالعواطف، واستغلالها:
يعد الأبتزاز العاطفي، والأنتقام طويل الأمد أحد أخطر الممارسات المخيفة! والأكثر رهبة! على مستوى الأنسانية.
إذ يمكن تشبيه الأمر بالحرب الباردة، فالأثنان هما وسيلة لتحقيق غاية أنانية، ولو كان الأنتقام رغبة تتكون
من ردة فعل؛ لفعل مؤذي، فإن الأبتزاز العاطفي ينتج عن استغلال ما تم أكتشافه من نقاط ضعف، أو احتياجات معنوية، أو مادية لدي الضحية .
وغالبا الضحية تكون قد أظهرتها، أو قامت بالأعتراف بها للمبتز! على أمل انه سوف يساعدها في التغلب على ضعفها، بعد ان تبوح له، وتعطيه الثقة، أو يحتمل أن يكون المبتز قد اكتشف نقاط الضعف تلك، عبر استنتاجات كونها؛ من خلال تصرفات الضحية، لتكون أحد فرائسه التي سيلقي طوق نرجسيته حول عنقها.
وهذا الأمر لعلك مررت به، أو تمر به الأن، أو ستمر به مستقبلا! وهذا الأمر شبيه بالأرض المتنازع عليها، التي لا تعرف السلام، فحتي لو فرضت حكمك عليها ليلة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه لن يوجد من سيحاول أخذها منك مرة أخرى، ويجبرك على الدخول بصراعاً جديد.
وهنا نتسائل هل فعلا مقولة ( ان لم تكن تستغل العالم فإن العالم حتما يستغلك) مقولة صائبة؟
الأمر يعد قوة ومقاومة، مستمرة منذ أن ولدت، وكنت بشكلاً أو بأخر تمارس الأبتزاز على والديك، فأن أبتعدو وتركوك، ستظل تبكي، وتفسد عليهم صفوتهم إلى أن تكبر، وتستغل سنك؛ لفرض أراءك على أبناءك كما كان يفعل أبواك بك.
ستجد الأبتزاز يوشك على الظهور في جميع علاقاتك، سواء التى مع رؤساءك بالعمل، أو التي مع شركاءك، أو مع أبويك، وأخوتك ،وحتى أبناءك، وزوجتك، وصولا لأصدقاءك!
أنت دائما تقوم بهذه الحرب مع بعضهم، أومعهم جميعا، ولعلك لا تدرى من الأساس بأن هذه الحرب موجوده!.
ولأن كل حرب لها أسلحة يتم مهاجمتك بها، وأسلحة اخرى تقاوم بها هذا الهجوم، وحتى انه توجد لحظات قد تمكنك من أنهاء الصراع الوشيك قبل نشوبه.
كما أن الجميع لن يمتلك كل الأسلحة الفتاكة، فبعضهم قد يمتلك سلاح واحداً يحاربك به، وبعضهم قد يمتلاك سلاحان، والبعض أكثر فكلما كثر ضعفك؛ كثرة عدد الأسلحة التي ستستعمل ضدك.
· وتنقسم أسلحته إلى جزئين :
_ أسلحة مادية:
1- العقاب الخارجي:
وهو يستهدف الأساسيات المادية، في حالة عدم الانصياع للأمر مثل : منع المصروف عن الإبن، أو الزوجة، أو الخصم من المرتب في العمل، أو مثلا السجن إن كان ذو نفوذ قانونية.
2- المعاناة أو المكافئة:
ويستهدف الأهداف المستقبلية في حال عدم الأنصياع مثال : منع عنك الترقية بالعمل، أو منع تنزه الزوج لزوجته، أو منع الأبنه من رحلة، أو منع شراء هدايا لمناسبة وشيكة.
أسلحة معنوية:
1- العقاب الداخلي:
جعلك تشعر بالذنب في حال عدم الانصياع مثل: عندما تضرب الحبيبة عن الأكل؛ لرفضك طلبها للخروج، أو أضراب الأم، أو الأب عن الأدوية الصحية وأدعاء المرض احياناً، وحتي هجران فراش الزوج؛ لزوجته والعكس.
مراحل استخدام الأسلحة واعراضها:
1- رغبة:
هنا يبدأ المبتز بأصدار أمرا ما مثل: شاب يطلب من خطيبته أن تقدم شيئاً لا يحق له أن يطلبه.
2- مقاومه:
هنا مقاومة أمر المبتز مثل : تقوم الفتاة برفض طلب خطيبها، والذي ترى بأنه لا يمتلك الحق لأخذ مطلبه، وأن مطلبه قد يسبب لها أذية نفسية، أو جسدية.
3- الضغط:
يبدأ المبتز بتنفيذ ضغط على الفتاه مثل: يقوم بتجنب الحديث معها مدة؛ اعتراضاً على رفضها لطلبه.
4- تصعيد، وتهديد:
في حال لم يتتراجع الفتاة عن قرارها، يقوم المبتز بتصعيد الأمر مثل: يبدأ يظهر نوايها في هجرانها وفسخ الخطوبة، وتحت أدعاءه لها بأنها لا تثق بحبه إليها...ألخ.
5- الألتزام:
هنا النقطة الفاصلة فإن رضخت الضحية للأمر المبتز مثال: أن توافق الفتاة على أعطاء الشاب ما يرغب به، من هنا يتحول الأمر إلى مرحلة التكرار.
6- التكرار:
التكرارهو الفعل الناتج عن الألتزام، فقط اكتشف المبتز نقطة الضعف، التي سوف تنصاع بها الضحية لأوامره، وسيقوم بأستغلالها كسلاح لتكرار الأمر، وبل وسيزيد به مطالبة ورغباته.
الأبتزاز لماذا لا تراه؟ وكيف لم تلاحظه..؟
السبب يرجع لعدة عوامل، والهدف الأول من هذه العوامل هو: أظهار أمتلاكك للسلاح، ولكن لا تجعل احداً يراك تضرب به، فيجب أخفائه أستعماله، في مثلث الضباب العاطفي، والبعد الدرامي.
إن المبتز لا يعترف أبداً، في كل المواجهات باستعماله للأبتزاز، ويتصنع حجج للتسترعلى أفعاله، بل ويقنع الضحية بأنها هي من تبالغ بالأمر، وأنه شديد الأخلاص لها، ولا يرغب بأن يفقدها، ولكن يقنعها بأنها هي من أجبرته علي فعل فعلته المؤذية لها، والتى خرجت دون أدراكة وأرادة العقليه!
يتكون مثلث الضباب العاطفي والبعد الدرامي من 3 زوايا:
1- الخوف:
في هذه المرحلة الاولى يشعر المبتز ضحيتة بخوف الخسارة الوشيكة لأمراً مادياً أو أمراً معنوياً.
2- الألتزام:
يجعل المبتز ضحيتة تشعر بأنه من الأفضل لها الألتزام بتنفيذ رغباته دون جدل؛ حتى تتجنب حدوث الواقعة السوداء.
3- الذنب:
يسعي هنا المبتز بأن يشعر ضحيتة بالذنب الذي سيتكون نتيجة، لرفضها تنفيذ أوامره، ويجعل الضحية تتخيل بحجم الذنب، داخل عقلها لتشعر بألم العقاب قبل حدوثه.
1- الباحثين عن التقيم الخارجي:
هؤلاء الأشخاص دائما يعتمدون على التقيم الخارجي، في تقيم شخصاتهم، ومظهرهم، وجمالهم، وأداءهم، وهذا يعني أن حياتهم من السهل التحكم بها عبر الأخرين، بل هم من يسلمون مفاتيح التحكم بهم لغيرهم.
2- الذين يتجنبون المواجهات:
رغم أن تجنب المواجهات نتفق بأنها وسيلة جيدة؛ ولكن هناك بعض الأعتداءات التي يجب مواجهتها بحزم، وصرامة شديدة، ولنشبه الأمر بشخصاً يرغب بأختطافك، ففي هذه الحالة يجب عليك مواجهة قبضته بكل قوة وحزم.
3- الغير مستقلين:
هنا شخص مثلاً يعتمد على والده في أدارة أموره، ولم يحاول أدارة دخل ثابت لذاته، فسيجد أنه خاضع تماما لأوامر والده سواء صحت، أو أخطأت؛ حتى يتجنب انقطاع دعم والده له.
4- المفرطون بالمشاعر:
هم الأشخاص الذين يفرطون بحبهم، ومشاعرهم، في العلاقات، والأفراط هو أن تحجب بصرك، وعقلك عن أي سؤ قد يكون داخلك ردة فعل أتجاه علاقاتك، سواء كانت أسرية، أو صداقة، أو عاطفية.
1- رسخ حدودك:
أصنع حدودك في كل علاقة من علاقاتك، إن الحدود الأمنة هي الوسيلة التي ستحميك؛ من تسلل الأخرين إلى نقاط ضعفك، وأستغلالها ويجب عليك الدافع عن حدودك التى صنعتها بشراسة.
2- تعدد منافذ الدعم:
كن ذكي دائما، وأجعل هناك أكثر من مصدر مادي، وعاطفي لك، ولأحتياجاتك، ففي اللحظة التي تكتفي بها بمصدراً واحد؛ فإنك تعطي هذا المصدر فرصة كاملة لأبتزازك.
3- الثقه بالنفس:
ثق دائما بنفسك، وبقدرتك على العيش بحرية، وثق بذكائك، وقوتك، وحتى شجاعتك، على كسر أي قيود حالية تحيط بك؛ من أشخاص نرجسيون.
4- تنميه القدرات:
تنمية قدراتك يعني أكتسابك مزيد من القوة، والذكاء، والأدراك، والمهارات، للتعامل مع أي شيئاً قد يحدث.
و على الدفاع عن حقوقك وممتالكاتك الماديه والمعنويه.
5- كن شجاع:
كن شجاع في قوتك، وضعفك، فالقوه لا تعني انك تمتلك الشجاعة لتدافع، والضعف لا يعني أنك سوف تستسلم ولن تدافع، الشجاعة أساسها قيم وقناعات نمي تلك القيم ورسخ داخلك المبادئ والقناعات لتتمكن من أستعمال قوتك، ومحاربة ضعفك.
الأدوات:
الاستعانة بالدعم :
بعد الأستعانة برب العالمين ننظر للدعم المادى.
1- دعم مباشر:
هو أتقان عمل، او مهارة تقوم بها لتوفر لك احتياجاتك، أو تكون قادر بها على توفير نسبة كبيرة من احتياجاتك الأساسية.
2- دعم غير مباشر:
هو شيء تقوم به لشخص ما مقابل خدمة مستقبلة، أو المحافظة على خدمات تقوم بها تساعدك، في تطوير مهاراتك، وقدراتك.
3- العلاقات:
طور دائما شبكة علاقاتك، شبكة العلاقات دائما هي كالشبكة التي تنقذ البهلوان عند كل قفذ يخطيء بها ويسقط، فإن كنت تحب القفز، أو تجبرك الحياة على ذلك فعليك بتقوية شبكة علاقاتك.
الختام:
في النهاية هناك نقطة مهمة وفارقة يكاد لا يراها الكثيرون وهي عدم التفرقية بين مفهوم الاستعانة والاستغلال.
الناس والبشر بشكلاً عام يستعين بعضهم ببعض؛ للمساعدة في أدارة الحياة، وتطويرها، وصنع روابط جديدة تحافظ عليهم، وتعزز وجودهم، وهذا الشىء يسعى إليه الجميع مثل: شخص يستعين بصديقه في لحل أزمة، أو أم تستعين بأبنتها في تجهيز أعمال البيت، وأناس بشركة للعمل بها وتوفير احتياجاتهم، أو العكس، كل هذا تحت نمط الأستعانة أن تفعل الأمور برضاء نفس، بعيد عن الشعور بأنك مجبر، أو أنك لا تملك حلاً أخر، أو بسبب خوف ورهبة!
أما الاستغلال فهو شكل أخر، هو مختلف تماماً عن الأستعانة، ولا يرتبط بها أبداُ أنه كالوحش! وحش نرجسي يرغب في أخضاع من حوله، في سبيل تحقيق غاية أنانية، دون انطظار موافقتهم بل أنه يبحث عن ما يساعده لتهديدهم، وأبتزازهم، وأخضاعهم بالقوة، حتي وإن وصل الأمر بجعلهم يشعرون بأسوء مشاعر البشر( الخوف، وقله الثقة، وفقدان الأمان)، ليجبرهم على تنفيذ مطالبه الخاصة.
وهذا شكل من أشكال العبودية، وهو مرعب، وخطيراً جداً إن تعرض أحداً ما إليه، وأكثر ما يزيد من خطره المرعب أنه من الصعب اكتشاف حروب الأبتزاز بسهوله؛ حتى ندرك كيفية التحرر والنجاة.
الشخصيه الأبتزازية قوتها في ضعف ضحاياها، وغذاء أبتزازها يتمحور في خضوع الضحية.
الأمر الصادم هو وثوق المرء في شخص ما من محيط علاقاتة الأجتماعية أو العملية لكي يدعمه ويساعده في أمر من أموره ،فينقلب هذا الشخص عليه، ويستغل حاجته، ويسعى لأن يجعله دمية تحقيق تنفذ أوامره، بدون أي مراعاة لمشاعر، وحياة هذه الدمية.
ونقيس على هذا نماذج كثيرة في محيط الأسر، أو الجماعات، أو القبائل، أو حتى الدول.
ولا نتكلم عن استغلال الحاجة المادية فقط، بل أنه هناك من يتم استغلاله بسبب مشاعر الحب، والأخلاص، بسبب العواطف الطيبه وقلة أدراك الحياه، فنجد استغلال من يحب بقوة، أو يخلص بشدة أو المهتم لمشاعر وحياة من حوله، وهذا يعد الأبتزار من أبشع الجرائم بين البشر.
العالم غراء تماسكه الأول الثقة، والأبتزاز العاطفي هو الخطر الأعظم المتسبب في أزالة هذا الغراء، وتفكيك تماسك المجتمعات بمختلف أشكالها.
فكيف يمكن معالجة شكل من أشكال الأمراض الخبيثة، بات منتشراً الأن بين الأسر، والمجتمعات، والدول بشكل فز، ومتزايد لدرجة أن الجميع بات معرض له، او يتعرض له بشكل من اشكاله!
ما السبيل في تقليصه! وكيف يمكن تحجيمه قبل أن يقضي تماما على واحدة من أهم الروابط الأنسانية ألا وهي .. الثقة؟
وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (لا يحل لرجل أن يروّع مسلماً) والأبتزاز من أشد الأمور ترويعاً للنفس.
وهذا الأمر لعلك مررت به، أو تمر به الأن، أو ستمر به مستقبلا! وهذا الأمر شبيه بالأرض المتنازع عليها، التي لا تعرف السلام، فحتي لو فرضت حكمك عليها ليلة، فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنه لن يوجد من سيحاول أخذها منك مرة أخرى، ويجبرك على الدخول بصراعاً جديد.
وهنا نتسائل هل فعلا مقولة ( ان لم تكن تستغل العالم فإن العالم حتما يستغلك) مقولة صائبة؟
الأمر يعد قوة ومقاومة، مستمرة منذ أن ولدت، وكنت بشكلاً أو بأخر تمارس الأبتزاز على والديك، فأن أبتعدو وتركوك، ستظل تبكي، وتفسد عليهم صفوتهم إلى أن تكبر، وتستغل سنك؛ لفرض أراءك على أبناءك كما كان يفعل أبواك بك.
ستجد الأبتزاز يوشك على الظهور في جميع علاقاتك، سواء التى مع رؤساءك بالعمل، أو التي مع شركاءك، أو مع أبويك، وأخوتك ،وحتى أبناءك، وزوجتك، وصولا لأصدقاءك!
أنت دائما تقوم بهذه الحرب مع بعضهم، أومعهم جميعا، ولعلك لا تدرى من الأساس بأن هذه الحرب موجوده!.
ولأن كل حرب لها أسلحة يتم مهاجمتك بها، وأسلحة اخرى تقاوم بها هذا الهجوم، وحتى انه توجد لحظات قد تمكنك من أنهاء الصراع الوشيك قبل نشوبه.
كما أن الجميع لن يمتلك كل الأسلحة الفتاكة، فبعضهم قد يمتلك سلاح واحداً يحاربك به، وبعضهم قد يمتلاك سلاحان، والبعض أكثر فكلما كثر ضعفك؛ كثرة عدد الأسلحة التي ستستعمل ضدك.
الأبتزازهو حرب الخضوع، والعبودية:
· وتنقسم أسلحته إلى جزئين :
_ أسلحة مادية:
1- العقاب الخارجي:
وهو يستهدف الأساسيات المادية، في حالة عدم الانصياع للأمر مثل : منع المصروف عن الإبن، أو الزوجة، أو الخصم من المرتب في العمل، أو مثلا السجن إن كان ذو نفوذ قانونية.
2- المعاناة أو المكافئة:
ويستهدف الأهداف المستقبلية في حال عدم الأنصياع مثال : منع عنك الترقية بالعمل، أو منع تنزه الزوج لزوجته، أو منع الأبنه من رحلة، أو منع شراء هدايا لمناسبة وشيكة.
أسلحة معنوية:
1- العقاب الداخلي:
جعلك تشعر بالذنب في حال عدم الانصياع مثل: عندما تضرب الحبيبة عن الأكل؛ لرفضك طلبها للخروج، أو أضراب الأم، أو الأب عن الأدوية الصحية وأدعاء المرض احياناً، وحتي هجران فراش الزوج؛ لزوجته والعكس.
مراحل استخدام الأسلحة واعراضها:
1- رغبة:
هنا يبدأ المبتز بأصدار أمرا ما مثل: شاب يطلب من خطيبته أن تقدم شيئاً لا يحق له أن يطلبه.
2- مقاومه:
هنا مقاومة أمر المبتز مثل : تقوم الفتاة برفض طلب خطيبها، والذي ترى بأنه لا يمتلك الحق لأخذ مطلبه، وأن مطلبه قد يسبب لها أذية نفسية، أو جسدية.
3- الضغط:
يبدأ المبتز بتنفيذ ضغط على الفتاه مثل: يقوم بتجنب الحديث معها مدة؛ اعتراضاً على رفضها لطلبه.
4- تصعيد، وتهديد:
في حال لم يتتراجع الفتاة عن قرارها، يقوم المبتز بتصعيد الأمر مثل: يبدأ يظهر نوايها في هجرانها وفسخ الخطوبة، وتحت أدعاءه لها بأنها لا تثق بحبه إليها...ألخ.
5- الألتزام:
هنا النقطة الفاصلة فإن رضخت الضحية للأمر المبتز مثال: أن توافق الفتاة على أعطاء الشاب ما يرغب به، من هنا يتحول الأمر إلى مرحلة التكرار.
6- التكرار:
التكرارهو الفعل الناتج عن الألتزام، فقط اكتشف المبتز نقطة الضعف، التي سوف تنصاع بها الضحية لأوامره، وسيقوم بأستغلالها كسلاح لتكرار الأمر، وبل وسيزيد به مطالبة ورغباته.
الأبتزاز لماذا لا تراه؟ وكيف لم تلاحظه..؟
السبب يرجع لعدة عوامل، والهدف الأول من هذه العوامل هو: أظهار أمتلاكك للسلاح، ولكن لا تجعل احداً يراك تضرب به، فيجب أخفائه أستعماله، في مثلث الضباب العاطفي، والبعد الدرامي.
إن المبتز لا يعترف أبداً، في كل المواجهات باستعماله للأبتزاز، ويتصنع حجج للتسترعلى أفعاله، بل ويقنع الضحية بأنها هي من تبالغ بالأمر، وأنه شديد الأخلاص لها، ولا يرغب بأن يفقدها، ولكن يقنعها بأنها هي من أجبرته علي فعل فعلته المؤذية لها، والتى خرجت دون أدراكة وأرادة العقليه!
يتكون مثلث الضباب العاطفي والبعد الدرامي من 3 زوايا:
1- الخوف:
في هذه المرحلة الاولى يشعر المبتز ضحيتة بخوف الخسارة الوشيكة لأمراً مادياً أو أمراً معنوياً.
2- الألتزام:
يجعل المبتز ضحيتة تشعر بأنه من الأفضل لها الألتزام بتنفيذ رغباته دون جدل؛ حتى تتجنب حدوث الواقعة السوداء.
3- الذنب:
يسعي هنا المبتز بأن يشعر ضحيتة بالذنب الذي سيتكون نتيجة، لرفضها تنفيذ أوامره، ويجعل الضحية تتخيل بحجم الذنب، داخل عقلها لتشعر بألم العقاب قبل حدوثه.
أكثر الضحايا المعرضين للأبتزاز:
1- الباحثين عن التقيم الخارجي:
هؤلاء الأشخاص دائما يعتمدون على التقيم الخارجي، في تقيم شخصاتهم، ومظهرهم، وجمالهم، وأداءهم، وهذا يعني أن حياتهم من السهل التحكم بها عبر الأخرين، بل هم من يسلمون مفاتيح التحكم بهم لغيرهم.
2- الذين يتجنبون المواجهات:
رغم أن تجنب المواجهات نتفق بأنها وسيلة جيدة؛ ولكن هناك بعض الأعتداءات التي يجب مواجهتها بحزم، وصرامة شديدة، ولنشبه الأمر بشخصاً يرغب بأختطافك، ففي هذه الحالة يجب عليك مواجهة قبضته بكل قوة وحزم.
3- الغير مستقلين:
هنا شخص مثلاً يعتمد على والده في أدارة أموره، ولم يحاول أدارة دخل ثابت لذاته، فسيجد أنه خاضع تماما لأوامر والده سواء صحت، أو أخطأت؛ حتى يتجنب انقطاع دعم والده له.
4- المفرطون بالمشاعر:
هم الأشخاص الذين يفرطون بحبهم، ومشاعرهم، في العلاقات، والأفراط هو أن تحجب بصرك، وعقلك عن أي سؤ قد يكون داخلك ردة فعل أتجاه علاقاتك، سواء كانت أسرية، أو صداقة، أو عاطفية.
حلولاً للوقاية من الأبتزاز:
أسلحة الدفاع، والمقاومة:1- رسخ حدودك:
أصنع حدودك في كل علاقة من علاقاتك، إن الحدود الأمنة هي الوسيلة التي ستحميك؛ من تسلل الأخرين إلى نقاط ضعفك، وأستغلالها ويجب عليك الدافع عن حدودك التى صنعتها بشراسة.
2- تعدد منافذ الدعم:
كن ذكي دائما، وأجعل هناك أكثر من مصدر مادي، وعاطفي لك، ولأحتياجاتك، ففي اللحظة التي تكتفي بها بمصدراً واحد؛ فإنك تعطي هذا المصدر فرصة كاملة لأبتزازك.
3- الثقه بالنفس:
ثق دائما بنفسك، وبقدرتك على العيش بحرية، وثق بذكائك، وقوتك، وحتى شجاعتك، على كسر أي قيود حالية تحيط بك؛ من أشخاص نرجسيون.
4- تنميه القدرات:
تنمية قدراتك يعني أكتسابك مزيد من القوة، والذكاء، والأدراك، والمهارات، للتعامل مع أي شيئاً قد يحدث.
و على الدفاع عن حقوقك وممتالكاتك الماديه والمعنويه.
5- كن شجاع:
كن شجاع في قوتك، وضعفك، فالقوه لا تعني انك تمتلك الشجاعة لتدافع، والضعف لا يعني أنك سوف تستسلم ولن تدافع، الشجاعة أساسها قيم وقناعات نمي تلك القيم ورسخ داخلك المبادئ والقناعات لتتمكن من أستعمال قوتك، ومحاربة ضعفك.
الأدوات:
الاستعانة بالدعم :
بعد الأستعانة برب العالمين ننظر للدعم المادى.
1- دعم مباشر:
هو أتقان عمل، او مهارة تقوم بها لتوفر لك احتياجاتك، أو تكون قادر بها على توفير نسبة كبيرة من احتياجاتك الأساسية.
2- دعم غير مباشر:
هو شيء تقوم به لشخص ما مقابل خدمة مستقبلة، أو المحافظة على خدمات تقوم بها تساعدك، في تطوير مهاراتك، وقدراتك.
3- العلاقات:
طور دائما شبكة علاقاتك، شبكة العلاقات دائما هي كالشبكة التي تنقذ البهلوان عند كل قفذ يخطيء بها ويسقط، فإن كنت تحب القفز، أو تجبرك الحياة على ذلك فعليك بتقوية شبكة علاقاتك.
الختام:
في النهاية هناك نقطة مهمة وفارقة يكاد لا يراها الكثيرون وهي عدم التفرقية بين مفهوم الاستعانة والاستغلال.
الناس والبشر بشكلاً عام يستعين بعضهم ببعض؛ للمساعدة في أدارة الحياة، وتطويرها، وصنع روابط جديدة تحافظ عليهم، وتعزز وجودهم، وهذا الشىء يسعى إليه الجميع مثل: شخص يستعين بصديقه في لحل أزمة، أو أم تستعين بأبنتها في تجهيز أعمال البيت، وأناس بشركة للعمل بها وتوفير احتياجاتهم، أو العكس، كل هذا تحت نمط الأستعانة أن تفعل الأمور برضاء نفس، بعيد عن الشعور بأنك مجبر، أو أنك لا تملك حلاً أخر، أو بسبب خوف ورهبة!
أما الاستغلال فهو شكل أخر، هو مختلف تماماً عن الأستعانة، ولا يرتبط بها أبداُ أنه كالوحش! وحش نرجسي يرغب في أخضاع من حوله، في سبيل تحقيق غاية أنانية، دون انطظار موافقتهم بل أنه يبحث عن ما يساعده لتهديدهم، وأبتزازهم، وأخضاعهم بالقوة، حتي وإن وصل الأمر بجعلهم يشعرون بأسوء مشاعر البشر( الخوف، وقله الثقة، وفقدان الأمان)، ليجبرهم على تنفيذ مطالبه الخاصة.
وهذا شكل من أشكال العبودية، وهو مرعب، وخطيراً جداً إن تعرض أحداً ما إليه، وأكثر ما يزيد من خطره المرعب أنه من الصعب اكتشاف حروب الأبتزاز بسهوله؛ حتى ندرك كيفية التحرر والنجاة.
الشخصيه الأبتزازية قوتها في ضعف ضحاياها، وغذاء أبتزازها يتمحور في خضوع الضحية.
الأمر الصادم هو وثوق المرء في شخص ما من محيط علاقاتة الأجتماعية أو العملية لكي يدعمه ويساعده في أمر من أموره ،فينقلب هذا الشخص عليه، ويستغل حاجته، ويسعى لأن يجعله دمية تحقيق تنفذ أوامره، بدون أي مراعاة لمشاعر، وحياة هذه الدمية.
ونقيس على هذا نماذج كثيرة في محيط الأسر، أو الجماعات، أو القبائل، أو حتى الدول.
ولا نتكلم عن استغلال الحاجة المادية فقط، بل أنه هناك من يتم استغلاله بسبب مشاعر الحب، والأخلاص، بسبب العواطف الطيبه وقلة أدراك الحياه، فنجد استغلال من يحب بقوة، أو يخلص بشدة أو المهتم لمشاعر وحياة من حوله، وهذا يعد الأبتزار من أبشع الجرائم بين البشر.
العالم غراء تماسكه الأول الثقة، والأبتزاز العاطفي هو الخطر الأعظم المتسبب في أزالة هذا الغراء، وتفكيك تماسك المجتمعات بمختلف أشكالها.
فكيف يمكن معالجة شكل من أشكال الأمراض الخبيثة، بات منتشراً الأن بين الأسر، والمجتمعات، والدول بشكل فز، ومتزايد لدرجة أن الجميع بات معرض له، او يتعرض له بشكل من اشكاله!
ما السبيل في تقليصه! وكيف يمكن تحجيمه قبل أن يقضي تماما على واحدة من أهم الروابط الأنسانية ألا وهي .. الثقة؟
وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- (لا يحل لرجل أن يروّع مسلماً) والأبتزاز من أشد الأمور ترويعاً للنفس.
إرسال تعليق